في عالم كرة القدم، قليلون هم اللاعبون الذين يستطيعون قلب الموازين حين يُظن أنهم انتهوا. حكيم زياش، نجم المنتخب المغربي، أثبت في مباراة ودية أمام نيجيريا أنه من هذا النوع النادر من اللاعبين الذين ينهضون من تحت الرماد.
المباراة بدأت بشكل عادي، المنتخب المغربي بدا عليه الحذر، واللعب كان متذبذباً. الشوط الأول انتهى بدون أهداف، وبدأت أصوات الجماهير تتعالى بالملل والانتقاد، خاصة بعد الأداء الباهت الذي قدّمه الفريق في مباريات سابقة.
لكن بداية الشوط الثاني كانت مختلفة. بدخول زياش، تغيّر كل شيء. أول لمسة له كانت تمريرة متقنة لسفيان بوفال، تسببت في ركلة ركنية. بعد دقائق قليلة فقط، تحصل المنتخب على ضربة حرة، نفذها زياش ببراعة وأسكن الكرة في الشباك بطريقة أبهرت الجميع. الحارس النيجيري لم يتحرك حتى، وكأن الكرة كانت أسرع من ردة فعله.
هذا الهدف لم يكن فقط تغييراً في نتيجة المباراة، بل كان رسالة قوية من زياش. رسالة تقول: “أنا هنا، ولا زلت أستطيع أن أصنع الفرق”. بعد الهدف، بدا الفريق أكثر ثقة، واستعاد الجمهور حماسه، وكأن روحاً جديدة دبت في المجموعة.
زياش لم يكتفِ بتسجيل الهدف، بل ساهم أيضاً في تنظيم اللعب، وظهر كقائد داخل الملعب رغم دخوله كبديل. كانت تلك الأمسية دليلاً جديداً على أن الموهبة، إذا اجتمعت مع العزيمة، قادرة على إسكات كل الأصوات المشككة.