قاد كيريل لويس دريفوس نادي سندرلاند الإنكليزي للعودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز بعد غياب دام ثماني سنوات، وذلك في عمر لا يتجاوز الـ27، ليُصبح بذلك أصغر رئيس نادٍ في أوروبا يحقق هذا الإنجاز.
كيريل، الذي اشترى نسبة 64% من أسهم النادي عام 2021 مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، لم يكن مجرد مستثمر يبحث عن الأرباح، بل شاباً مغرماً بكرة القدم، ورث عن والده، الملياردير الراحل ومالك نادي مارسيليا السابق روبرت لويس دريفوس، حب الرياضة وروح الإدارة. وقد بلغت حصة كيريل من ثروة والده نحو 1.5 مليار جنيه إسترليني، ما أتاح له الدخول بقوة في عالم كرة القدم.
ما يميّز تجربة كيريل ليس حجم استثماره فحسب، بل شغفه الحقيقي بالنادي، إذ قضى ساعات طويلة فور وصوله في قراءة تاريخ سندرلاند ليزداد ارتباطه به، وركّز منذ البداية على تطوير ملعب النادي وأكاديميته. كما أظهر اهتماماً استثنائياً بفئة الشباب، فكان يتابع مباريات فريق تحت 21 سنة باستمرار، ويشجع المدربين على تصعيد المواهب الواعدة.
وكان لافتاً أن هدف الفوز الحاسم في المباراة التي منحت سندرلاند بطاقة العودة للبريميرليغ جاء بأقدام اللاعب الشاب توم واطسون (18 عاماً)، أحد خريجي أكاديمية النادي التي آمن بها كيريل وراهن عليها.
اليوم، ومع فوز سندرلاند على شيفيلد وصعوده إلى البريميرليغ، يحصل النادي على مكافأة مالية تصل إلى 220 مليون جنيه إسترليني، في قصة نجاح تُثبت أن المال وحده لا يكفي، بل الشغف، والرؤية، والعمل المتواصل هي المفاتيح الحقيقية لصناعة المجد.