بهاء وإثارة، تجسدت في مباراة ملحمية بين العين الإماراتي والنصر السعودي في إياب ربع نهائي دوري أبطال آسيا. على أرض النصر في الرياض، شهد العالم عرضًا كرويًا لن يُنسى، وقدمت نجمه البارز سفيان رحيمي عرضًا استثنائيًا أضاء سماء كرة القدم الآسيوية.
بدأت القصة بتألق رحيمي، الذي قاد العين بثبات وإتقان إلى الأمام، سجل هدفين خلال الشوط الأول، يُعتبران لوحة فنية في عالم التهديف. ولكن لم يكتفِ بذلك، بل زمّلاءه تابعوا الرحلة نحو الفوز، إذ أضاف سلطان الشامسي الهدف الثالث في الوقت الإضافي الأول، لتبدأ الأمور بشكل مثير للغاية.
لم تكن الأمور ميسرة بالنسبة للنصر، الذي نجح في التعويض خلال الشوط الثاني، بريمونطادا قاتلة، سجل خلالها هدفين رائعين، وأظهر أن الأمل لا يزال موجودًا. وعندما بدا الأمر أن الفوز سيكون للنصر، قام رحيمي بإضافة لمسة من الإثارة بالتسجيل من ركلة جزاء، ليضع العين في الموقع الصحيح مرة أخرى.
وفي ظل تعقيدات المباراة، حل الوقت الإضافي، ومعه طرد لاعب من صفوف النصر، لكن ذلك لم يثنِ الفريق السعودي عن السعي نحو الفوز. وبينما اشتعلت المباراة بالتوتر والمنافسة، تمكن رحيمي من إثبات أنه قائد حقيقي، وأنه لا يستسلم أبدًا.
وعندما وصلت الأمور إلى ذروتها، استحق الفريقان الاحترام والتقدير لما قدماه على الملعب، وبالتأكيد، فاز الأفضل في النهاية. حيث نجح العين في التفوق في ركلات الترجيح، لتكون النتيجة النهائية بتأهلهم إلى نصف النهائي بنتيجة 3-1.
وفي قلب هذه الأحداث الرائعة، وقفت شخصية رحيمي، الذي لم يقتصر دوره على التهديف، بل تجاوز ذلك إلى التألق والقيادة والتحفيز لزملائه. بفضل ثنائيته المميزة، ارتقى رحيمي إلى قمة هدّافي البطولة بثقة وإرادة.
ورفع رحيمي حصيلته التهديفية في الموسم الجاري من دوري الأبطال إلى 8 أهداف. وتساوى النجم المغربي مع كل من ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال، وكريسان دا كروز نجم شاندونج تايشان الصيني في صدارة الهدّافين.
وعلى الرغم من التنافس الشديد والمشادات التي حدثت في نهاية الشوط الأول، يبقى الاحترام والروح الرياضية سمتًا مميزة، فالرياضة تعلمنا أن القتال يجب أن يكون على الملعب فقط.
بهذا الأداء الباهر، أضاء العين طريقه نحو النصف النهائي، وأثبت أنه ليس مجرد فريق، بل هو عائلة واحدة تسعى جاهدة نحو النجاح والتميز في كل لحظة من لحظات اللعب.