خمزة شيماييف يُسقط دو بليسيس في UFC 319 ويُصبح بطل الوزن المتوسط – تحليل كامل

شيكاغو، 16 أغسطس 2025 — في ليلة سُجّلت بمداد من نار في تاريخ الفنون القتالية المختلطة (MMA)، توج خمزة شيماييف بلقب وزن الوسط في UFC بعد فوزه المُهيمن على حامل اللقب دريكوس دو بليسيس في الحدث الرئيسي لبطولة UFC 319. لم يكن الانتصار مجرد فوز عادي، بل كان إعلانًا عن عهد جديد في فئة الوزن المتوسط، حيث أثبت شيماييف أنه ليس فقط مقاتلًا شرسًا، بل أيضًا بطلًا بحق.

خلفية البطل: من الشيشان إلى عرش UFC

يُعتبر خمزة شيماييف، المقاتل من أصل شيشاني والمنتمي رياضيًا للإمارات العربية المتحدة، أحد أكثر الشخصيات إثارة في عالم MMA. بدأ مسيرته الاحترافية بسلسلة انتصارات مذهلة (15 فوزًا متتاليًا)، واجه خلالها تحديات صحية كبيرة بسبب مضاعفات ما بعد كوفيد-19، لكنه عاد أقوى من أي وقت مضى.

قبل هذا النزال، كان سجل شيماييف 14–0 داخل UFC، مع سجل كلي بلغ 15–0، مما جعله المرشح الأقوى لمواجهة دو بليسيس، الذي حافظ على اللقب بجدارة بعد فوزه على كبار النجوم مثل إسحق هيرنانديز وإريك ألفيس.

تفاصيل النزال: هيمنة كاملة منذ الجولة الأولى

أُقيم الحدث في مجمع United Center في شيكاغو، وسط حضور جماهيري ضخم ومشاهدة عالمية تجاوزت 2.3 مليون مشاهد عبر PPV. منذ الصافرة الأولى، كان واضحًا أن شيماييف يملك خطة واحدة: السيطرة الأرضية.

استخدم شيماييف قوته الجسدية الاستثنائية ومهاراته في المصارعة الحرة لفرض هيمنته. في الجولة الأولى، نجح في تنفيذ 4 إسقاطات متتالية، وقضى أكثر من 4 دقائق في السيطرة على دو بليسيس على الأرض، حيث منعه من النهوض أو تنفيذ أي هجمات فعالة.

الأرقام تتحدث: سيطرة غير مسبوقة

بحسب الإحصائيات الرسمية من UFC:

• ✅ 12 إسقاطًا ناجحًا – ثاني أعلى رقم في تاريخ نزالات الوزن المتوسط.
• ✅ 84% من مدة القتال قضى شيماييف فيها في السيطرة الأرضية.
• ✅ 48 ضربة ناجحة من أصل 62 (دقة 77%)، معظمها ضربات قصيرة داخل القفل.
• ❌ دو بليسيس لم يُسجل سوى 3 إسقاطات فاشلة، و19 ضربة ناجحة.

ردود الفعل: اعتراف بالتفوق

بعد انتهاء القتال، تحدث شيماييف إلى الجمهور بأسلوب متواضع، لكنه حازم:

“أنا سعيد. لم أعد لوضع خطة؛ فقط أعمل كما في النادي. هذا الرجل قوي، ولم أستطع إنهاءه. أحترمه. إنه البطل الوحيد الذي ذكر اسمي. هذه صفات لبطل حقيقي.”

أما دو بليسيس، فقد أظهر روح رياضية عالية، معترفًا بهزيمته:

“استحق هذا الفوز تمامًا. لم أستطع التغلب على ضغطه وقوته. سأعود، وسأستعيد الحزام. هذه ليست النهاية.”

الأثر التاريخي: نهاية عهد وبداية أخرى

يُعد هذا الانتصار الأول في مسيرة دريكوس دو بليسيس داخل UFC، حيث يصبح سجله 23–3، بينما يرتفع سجل شيماييف إلى 15–0، ليُصبح أول بطل من أصل شيشاني في تاريخ وزن الوسط.

كما أن شيماييف يُصبح أول مقاتل في العقد الأخير يُسقط بطلًا بالإجماع بنتيجة (50–44)، مما يعكس هيمنة شاملة لم تُرَ منذ زمن.

تحليل تكتيكي: كيف فاز شيماييف؟

ثلاثة عوامل رئيسية حسمت النزال لصالح شيماييف:

1. الهيمنة في المصارعة: استخدم تقنيات السقوط السريع (single-leg و double-leg) بكفاءة عالية، وحافظ على السيطرة عبر تقنيات “الماونت” و”الباك كونترول”.
2. التحمل البدني: على الرغم من أن دو بليسيس حاول تسريع الإيقاع في الجولة الرابعة، إلا أن شيماييف لم يُظهر أي علامات إرهاق.
3. الاستعداد الذهني: تجنب الدخول في مواجهات قتالية مباشرة، وركز على تنفيذ خطته دون تأثر بالجمهور أو الضغط الإعلامي.

ما بعد القتال: مستقبل الوزن المتوسط

مع هذا الفوز، يصبح خمزة شيماييف أول بطل “غير مُهدّد” في الوزن المتوسط منذ سنوات. التوقعات تشير إلى أن أول دفاع عن اللقب قد يكون ضد شون سترلينج أو روبرتوس ميناسيان، حسب ترتيب التصنيف.

أما دو بليسيس، فمن المرجح أن يخوض نزالًا تأهيليًا ضد أحد المصنفين الكبار قبل العودة للمنافسة على اللقب.

خلاصة: عهد جديد قد بدأ

ليلة 16 أغسطس 2025 ستُذكر ك turning point في تاريخ UFC. خمزة شيماييف لم يكتفِ بالفوز، بل أعاد تعريف معنى “السيطرة” في القتال. بقوة جسده، وعقله التكتيكي، وروحه القتالية، أصبح البطل الجديد الذي لا يمكن تجاهله.

السؤال الآن ليس “هل يستحق اللقب؟”، بل “من سيجرؤ على التحدي؟”.