في أجواء مفعمة بروح الوطنية والتلاحم المجتمعي، شهد حي العكاري يوم السبت 23 نوفمبر 2024 حدثًا رياضيًا مميزًا تخليدًا للذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال المجيد. بفضل مجهودات ذاتية قدمتها جمعية وفاق العكاري، بقيادة رئيسها أحمد الطائفي، وبشراكة مع جمعية حوض الرباط، ممثلة برئيسها عادل البشيري، تم تنظيم دوري لكرة القدم في القاعة المغطاة بالعكاري، ليكون مثالًا حيًا على دور الرياضة في تعزيز القيم الوطنية والروابط الاجتماعية.
تضمن الحدث برنامجًا رياضيًا متنوعًا استهدف جميع الفئات العمرية. استُهل الدوري بمباريات الفئات الصغرى، حيث تنافست فرق النادي الرياضي للعكاري، وفاق العكاري، وحوض الرباط في أجواء حماسية. كانت هذه المباريات فرصة لتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة وغرس قيم التنافس النزيه وروح الفريق في نفوسهم، مما لاقى استحسان الحضور الذين أثنوا على أداء الأطفال ومهاراتهم.
أما الحدث الرئيسي فقد كان مباراة قدماء اللاعبين التي جمعت بين نجوم فريق الجيش الملكي وقدماء فريق سطاد المغربي. أظهرت المباراة، التي انتهت بتعادل مثير بأربعة أهداف لكل فريق، مهارات اللاعبين وخبراتهم، مع استعادة ذكريات الزمن الرياضي الجميل. الحضور الكبير الذي ملأ القاعة تابع المباراة بحماس، حيث أظهر اللاعبون المخضرمون لياقة وروحًا تنافسية عالية، لتكون لحظة استثنائية جمعت بين الماضي والحاضر.
وضم فريق الجيش الملكي مجموعة من الأسماء البارزة التي أثرت تاريخ الرياضة الوطنية، مثل سعد بنصغير، حمو الفاضلي، حسينة، عبدوس محمد، العلوي علي، محمد أمين قبلي، عثماني عبد الغني، نافع رؤوف، الفايز، ومحسن بوهلال، بقيادة المدرب بوشعيب اللوزي. من جهة أخرى، شارك عن فريق سطاد المغربي نجوم أمثال جواد بنعزوز، مجاهد محمد، رضوان داحة، عبد الغفور الزين، موسى بونجة، أحمد الطائفي، وعادل البشيري، مما أعطى المباراة طابعًا خاصًا من التميز والحنين.
لم تقتصر الفعالية على المباريات فقط، بل شملت لحظة مؤثرة تم خلالها تكريم مجموعة من الشخصيات الرياضية التي تركت بصمتها في تاريخ كرة القدم المغربية. تم تكريم المرحوم بوشتى الفرجاني، اللاعب السابق لفريق سطاد المغربي، إلى جانب لحسن رميدي رمضان ومحمد بنعزوز، كرموز رياضية أسهمت في رفع راية الرياضة الوطنية. كما تم تكريم لاعبي الجيش الملكي عبدوس محمد وعبد الغني العثماني، اعترافًا بإسهاماتهم الكبيرة في مسيرة الفريق.
ما يميز هذا الحدث هو كونه ثمرة جهود تطوعية بحتة، حيث اعتمد منظموه على مواردهم الذاتية دون أي دعم من جهات رسمية. أظهر أحمد الطائفي وعادل البشيري مع أعضاء الجمعيتين تفانيًا كبيرًا في تنظيم هذا الدوري، ليعكسوا قوة الإرادة وحب الوطن. كان هذا العمل الجماعي رسالة واضحة تؤكد أن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي وسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية وغرس قيم التعاون والمثابرة.
حظي الحدث بتقدير واسع من سكان الحي والمشاركين، حيث أعرب الجميع عن إعجابهم بروح العمل الجماعي التي ميزت الدوري. بفضل هذا الجهد، تحول الاحتفال بعيد الاستقلال إلى مناسبة تجمع بين الرياضة والهوية الوطنية، ما يجعل هذا الدوري نموذجًا يُحتذى به في تسخير الرياضة لخدمة القيم المجتمعية والوطنية.
الدعوة لا تزال مفتوحة لتكرار مثل هذه المبادرات التي تعكس حب الوطن وتُبرز الدور الحيوي للرياضة في تقوية النسيج الاجتماعي، خاصة عندما تكون بمجهودات ذاتية نابعة من الإرادة الحقيقية والرغبة في خدمة المجتمع.