فقد عالم الشطرنج أحد أعظم رموزه برحيل الأسطورة الروسية بوريس سباسكي عن عمر ناهز 88 عامًا، حسبما أعلن الاتحاد الروسي للشطرنج. سيظل اسمه محفورًا في تاريخ اللعبة، خاصة لمواجهته الملحمية ضد الأميركي بوبي فيشر عام 1972، والتي عُرفت بـ”مباراة القرن”، وجسّدت صراع القوى بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في أوج الحرب الباردة.
دخل سباسكي سجلات التاريخ عندما تُوج ببطولة العالم عام 1969 بعد فوزه على تيغران بتروسيان، ليصبح عاشر بطل عالمي. لكن بعد ثلاث سنوات فقط، خسر اللقب أمام فيشر في مواجهة أسطورية أقيمت في آيسلندا، وجذبت أنظار العالم إلى رقعة الشطرنج كما لم يحدث من قبل.
وُلد سباسكي عام 1937 في لينينغراد (سان بطرسبرغ حاليًا)، وأظهر نبوغًا مبكرًا في الشطرنج قاده ليصبح أحد أبرز أبطال الاتحاد السوفيتي. توج ببطولة الاتحاد السوفيتي مرتين (1961 و1973)، وتأهل للمنافسة على لقب بطولة العالم في سبع مناسبات مختلفة، مما جعله أحد أعمدة العصر الذهبي للشطرنج السوفيتي.
بعد خسارته أمام فيشر، ابتعد سباسكي تدريجيًا عن الأضواء، لكنه عاد للواجهة عام 1992 في يوغوسلافيا لخوض مباراة ثأرية ضد فيشر، والتي خسرها أيضًا. وفي 1976، انتقل إلى فرنسا حيث حصل على جنسيتها واستقر هناك بعد زواجه من سيدة فرنسية ذات أصول روسية.
عانى سباسكي من مشاكل صحية خلال سنواته الأخيرة، حيث أصيب بجلطتين دماغيتين في 2006 و2010، وفي 2012 أُعلن عن اختفائه من منزله في فرنسا، ليظهر لاحقًا في موسكو بحالة صحية متدهورة.
وصف رئيس الاتحاد الروسي للشطرنج، أندري فيلاتوف، وفاة سباسكي بأنها “خسارة لا تُعوض”، مشيرًا إلى أن إرثه سيظل حيًا في عالم الشطرنج، وستظل مبارياته مصدر إلهام للأجيال القادمة.