هشام أوباجا يمثل نموذجًا للشباب المغربي الذي آمن بقدراته وسعى بجد لتحقيق إنجازات تعكس حبه لوطنه ولرياضة الركبي. منذ نعومة أظافره، كان محبًا للرياضة، لا باعتبارها مجرد نشاط ترفيهي، بل كوسيلة لبناء شخصية قوية تحمل قيم الالتزام، التعاون، والتحدي. التحق أوباجا بعالم الركبي مستفيدًا من خبرات رواد هذه الرياضة في المغرب، حيث تتلمذ على أيدي شخصيات تركت بصمتها في تطوير اللعبة. تدرجه في هذا المجال كان نتيجة جهد مستمر، حيث اكتسب معارف ومهارات لم تكن تقتصر على البعد الرياضي فقط، بل شملت جوانب القيادة والإدارة والتواصل.
عندما تولى هشام أوباجا رئاسة الجامعة الملكية المغربية للركبي، كانت الرياضة تواجه أزمة خانقة. الاتحاد الدولي للركبي كان قد أصدر قرارًا بتجميد نشاط الركبي المغربي لأكثر من ست سنوات بسبب اختلالات تنظيمية وإدارية، مما وضع اللعبة في مأزق كبير. هذه الفترة كانت بمثابة اختبار حقيقي لأي قائد، لكن أوباجا قرر مواجهة التحدي. بخطوات دقيقة ومدروسة، استطاع أن يعيد ترتيب البيت الداخلي لرياضة الركبي في المغرب، ملتزمًا بمعايير الشفافية والحرفية التي طالب بها الاتحاد الدولي. جهوده أثمرت في إعادة المغرب إلى حضن الاتحاد الدولي للركبي، مما سمح للفرق الوطنية بالعودة للمنافسات القارية والدولية.
عودة الركبي المغربي إلى المنافسات لم تكن مجرد رفع عقوبات، بل كانت بداية لمسار جديد. اليوم، ينافس المغرب في كأس إفريقيا ضمن مستوى “ب”، وهو إنجاز يعكس العمل الجاد الذي قام به أوباجا وفريقه. اللاعبون المغاربة الآن لديهم فرصة حقيقية لإظهار مواهبهم على الساحة الدولية، كما أن الأمل يعود لجماهير الركبي في المغرب التي كانت تترقب هذه اللحظة بفارغ الصبر.
ما يميز هشام أوباجا ليس فقط إنجازاته الإدارية، بل أسلوبه في العمل. فهو رجل تواصل بامتياز، يعرف كيف يقترب من اللاعبين، المدربين، وكل من له علاقة بالرياضة. دعمه للفرق المغربية لا يقتصر على توفير الإمكانيات المالية أو المادية، بل يمتد إلى توفير الدعم النفسي والمعنوي. أوباجا يؤمن بأن الرياضة ليست فقط أداة لتحقيق الانتصارات، بل وسيلة لتطوير الإنسان وغرس القيم النبيلة فيه.
يسعى أوباجا جاهدًا إلى نشر لعبة الركبي في كل مناطق المغرب، وجعلها رياضة معروفة بين الشباب، خاصة في الأحياء الشعبية والمناطق النائية. هذه الخطوة تعكس رؤية شمولية تسعى إلى إشراك الجميع في بناء مستقبل رياضي أكثر إشراقًا. بالنسبة له، الركبي هو أداة للتغيير الإيجابي، ليس فقط على مستوى الرياضة، ولكن أيضًا على مستوى المجتمع.
إن تجربة هشام أوباجا تعكس إيمانًا راسخًا بأن التحديات ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لرحلة تستدعي العزيمة والإصرار. هذا الشاب الذي بدأ مسيرته بشغف نحو الركبي، استطاع أن يحول الأزمات إلى فرص، وأن يجعل من رياضة الركبي في المغرب رمزًا للأمل والتقدم. قصته ليست فقط قصة نجاح شخصي، بل هي دعوة لكل شاب مغربي بأن الإيمان بالذات والعمل الجاد يمكن أن يغير مجرى التاريخ. تحت قيادته، يتطلع المغرب إلى مستقبل واعد لرياضة الركبي، محققًا توازنًا بين التنافسية الدولية ونشر القيم الرياضية النبيلة في المجتمع.