في إنجاز تاريخي لكرة القدم المغربية، قاد المدرب المغربي محمد وهبي منتخب المغرب لأقل من 20 سنة إلى التتويج بكأس العالم للشباب 2025، ليكتب فصلاً جديدًا في تاريخ الكرة العربية والعالمية. القصة لا تقتصر على الإنجاز الرياضي، بل تحمل بُعدًا إنسانيًا ملهمًا، إذ تحول وهبي من أستاذ رياضيات في فرنسا إلى مهندس المجد المغربي.

👨🏫 البداية: من التعليم إلى التدريب
محمد وهبي، المولود في المغرب والمهاجر إلى فرنسا، أمضى سنوات طويلة كأستاذ رياضيات في باريس، حيث اشتهر بين طلابه بشغفه بكرة القدم، إذ كان يدرّب فرقًا مدرسية ويشارك في بطولات محلية للهواة. رغم استقراره المهني، ظل حلم التدريب الاحترافي يراوده.
في عام 2022، اتخذ وهبي قرارًا جريئًا بترك التدريس والتفرغ للتكوين الرياضي، وحصل على شهادات تدريب من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، قبل أن يعود إلى المغرب لتولي مهام تدريبية في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
🦁 المهمة الوطنية: قيادة منتخب الشباب
في 2023، تم تعيينه مدربًا لمنتخب المغرب لأقل من 20 سنة، ضمن مشروع وطني لتطوير الفئات الصغرى. واجه تحديات كبيرة:
- ضعف البنية التحتية في بعض المناطق.
- نقص الخبرة الدولية للاعبين.
- بناء عقلية تنافسية قوية بين الشباب.
وهبي اعتمد على فلسفة فريدة:
- الانضباط الذهني مستفيدًا من خبرته التعليمية.
- اللعب الجماعي بعيدًا عن الفرديات.
- التحليل الرياضي باستخدام أدوات رقمية متقدمة.
🏆 الإنجاز التاريخي: كأس العالم للشباب 2025
أقيمت البطولة في تشيلي بمشاركة منتخبات قوية مثل البرازيل وفرنسا والأرجنتين. المنتخب المغربي، بقيادة وهبي، فاجأ الجميع بالانسجام التكتيكي والانضباط الذهني:
- دور المجموعات: تصدر المغرب مجموعته بعد فوزين وتعادل.
- ربع النهائي: فوز على فرنسا 2-1.
- نصف النهائي: انتصار على البرازيل بركلات الترجيح.
- النهائي: فوز على الأرجنتين 3-2 بهدف قاتل في الدقيقة 89.
وقال وهبي بعد التتويج: “هذا الجيل لا يعرف الخوف. لقد آمنوا بأنهم قادرون على الفوز، وأنا آمنت بهم منذ اليوم الأول.”
🌍 الأثر الوطني والدولي
الإنجاز لم يكن مجرد لقب، بل أعاد تعريف صورة المدرب المغربي وألهم الشباب المغربي بأن النجاح ممكن مهما كانت البداية. الصحافة الفرنسية وصفته بـ “المعلم الذي علّم العالم كيف تُصنع المعجزات”، بينما أشاد الاتحاد الإفريقي بأسلوبه التدريبي ووصفه بأنه “نموذج للمدرب العصري”.

🗣 تصريحات داعمة
- ياسين بونو: “وهبي أعاد لنا الثقة في قدراتنا المحلية. هذا المدرب يستحق قيادة المنتخب الأول يومًا ما.”
- تيري هنري: “أتابع عمل وهبي منذ تدريبه في فرنسا. ما فعله مع شباب المغرب يُدرّس في أكاديميات التدريب.”
🔮 المستقبل
تلقى وهبي عروضًا من أندية أوروبية ومنتخبات إفريقية، لكنه صرّح بالالتزام بمشروع تطوير الكرة المغربية، ويطمح لقيادة المنتخب الأول في المستقبل. وقد أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تمديد عقده حتى 2028، مع صلاحيات أوسع في اختيار اللاعبين وتطوير الأكاديميات.