تستهلّ مصر مشوارها في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، التي تحتضنها المملكة المغربية ابتداءً من 21 ديسمبر/كانون الأول، بطموح استعادة الهيبة القارية بعد سنوات من العثرات، في وقت تتقاطع فيه الآمال التاريخية مع مخاوف فنية لا تخفى على المتابعين.
المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب القارية (7)، يدخل البطولة وهو يضع نصب عينيه هدفًا واضحًا: العودة إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ نسخة 2010، وتعزيز تفوقه التاريخي بلقب ثامن طال انتظاره.
بين الإرث الكبير وقلق الجماهير
ورغم الثقة التي يبديها الجهاز الفني بقيادة حسام حسن في المجموعة المختارة، تعيش الجماهير المصرية حالة من الترقب الحذر، في ظل الأداء المتذبذب الذي طبع ظهور المنتخب ونجومه خلال الأشهر الماضية، سواء على مستوى المباريات الودية أو مع أنديتهم في أوروبا.
الخيبات الأخيرة ما زالت حاضرة في الأذهان؛ خسارة نهائي 2017، ثم نهائي 2021، قبل وداع النسخة الماضية من دور الـ16 دون تحقيق أي انتصار، وهي نتائج زادت من الضغط على التشكيلة الحالية، وجعلت المشاركة في نسخة المغرب محاطة بعلامات استفهام فنية ونفسية.
استقرار إداري… ورسائل حاسمة
وسط حديث متكرر عن مستقبل الجهاز الفني، حسم الاتحاد المصري لكرة القدم الجدل مبكرًا. فقد شدد رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة على استمرار حسام حسن في منصبه، مؤكدًا أن المشاركة الإفريقية لا تخضع لمنطق الإقالات السريعة، في رسالة تهدف إلى توفير الاستقرار قبل انطلاق المنافسات.
هذا الاستقرار الإداري يُعوّل عليه لتهيئة أجواء إيجابية داخل المعسكر، خاصة في بطولة تُحسم تفاصيلها غالبًا بالهدوء الذهني بقدر ما تُحسم داخل المستطيل الأخضر.
نجوم تحت المجهر
الأنظار تتجه بطبيعة الحال إلى محمد صلاح، قائد المنتخب وأبرز نجومه، رغم الجدل الذي رافق وضعه مع ليفربول في الفترة الأخيرة. كما يبرز اسم عمر مرموش، الذي لم يحظَ بدقائق كافية مع مانشستر سيتي بعد عودته من الإصابة، إلى جانب مصطفى محمد، الذي يمرّ بفترة غير مستقرة مع نادي نانت الفرنسي.
ورغم ذلك، تضم القائمة المصرية ستة محترفين، إضافة إلى عناصر محلية تراهن عليها الجماهير لتعويض أي غياب محتمل في الجاهزية، في تشكيلة تضم 28 لاعبًا وفق لوائح البطولة.
مجموعة لا تقبل التراخي
يخوض الفراعنة مبارياتهم في المجموعة الثانية على ملعب أغادير الكبير، حيث يستهلون المشوار بمواجهة أنغولا، قبل لقاء جنوب أفريقيا، ثم زمبابوي في ختام دور المجموعات.
ورغم أن المجموعة تبدو متوازنة على الورق، إلا أن حسابات كأس الأمم الإفريقية نادرًا ما تخضع للمنطق، ما يفرض على المنتخب المصري الدخول بقوة منذ الجولة الأولى لتفادي أي مفاجآت غير محسوبة.
طموح معلن ورسالة واضحة
مدير المنتخب إبراهيم حسن أكد في تصريحات رسمية أن مصر لا تدخل أي بطولة إلا بهدف واحد: التتويج. مشددًا على أن ارتداء قميص المنتخب يفرض عقلية الفوز مهما كان اسم المنافس، وأن الجهاز الفني يثق في قدرة اللاعبين، وعلى رأسهم صلاح، على قيادة الفريق نحو كتابة فصل جديد في تاريخ الكرة المصرية.