في سباق مثير من بداية إلى نهاية، واصل الإسباني مارك ماركيز تألقه في بطولة العالم للدراجات النارية “موتو جي بي”، بفوزه المميز في جائزة هولندا الكبرى، التي أقيمت على حلبة أسين الشهيرة. هذا الانتصار ليس مجرد فوزٍ آخر في مسيرته، بل كان خطوة جديدة نحو تعزيز صدارته في الترتيب العام، وتكريس عودته القوية بعد مواسم مليئة بالإصابات والتحديات.
انطلق ماركيز من المركز الأول، وكأنه يعرف مسبقًا أنه سيكون اليوم ملكاً له. منذ اللفة الثانية، سيطر بشكل كامل على السباق، مُظهراً قدراته الاستثنائية في القيادة تحت الضغط وفي ظل المنافسة الشرسة من باقي المتسابقين. وبقي ثابتاً على الصدارة حتى اللحظة الأخيرة، ليُحقِّق انتصاره التاسع هذا الموسم، وهو رقم يعادل به الأسطورة جياكومو أغوستيني الذي حقق 68 فوزاً في مسيرته، ليصبح ماركيز على بعد خطوات فقط من رقم فالنتينو روسي التاريخي البالغ 115 فوزاً.
من خلفه، حصد الدراج الأسترالي ماركو بيتسيكي المركز الثاني، بينما نجح الإيطالي فرانشيسكو بانيايا في اقتناص منصة التتويج بالمركز الثالث، بعد معركة مثيرة مع الإسباني بيدرو أكوستا، حيث استطاع تجاوزه في اللفة الرابعة عشرة ليضمن مكانه ضمن الثلاثة الأوائل.
أما المفاجأة السلبية فقد كانت من نصيب بطل العالم فابيو كوارتارارو، الذي انسحب من السباق مبكراً إثر الحادث الذي تعرض له في اليوم السابق، مما أفقده فرصة المنافسة على الفوز رغم انطلاقه من صف الانطلاق الأمامي.
وفي ظل هذه النتائج، أصبح الفارق بين مارك ماركيز وشقيقه أليكس أكبر، خاصة بعد انسحاب الأخير بسبب حادث قوي تعرَّض له خلال السباق وتسبَّب بكسر في اليد، ما جعل هذا اليوم ممزوجاً بين فرح كبير لمارك وألم كبير لأليكس.
ما يُميِّز ماركيز ليس فقط أداؤه الرائع على الحلبة، بل أيضاً روحه التنافسية العالية وقدرته على التعافي من الإصابات التي لو واجهها أي متسابق آخر لاعتزل، لكنه كل مرة يعود أقوى. وهذا ما يجعل محبي الرياضة والمتابعين لهذا النوع من السباقات ينتظرون كل سباق بفارغ الصبر لمعرفة ماذا سيفعل “الجنرال” هذه المرة.
وبكلمات بسيطة، فإن سباق هولندا لم يكن مجرد سباق، بل كان درساً في السيطرة، الإصرار، والعودة إلى القمة. ومجدداً، يثبت مارك ماركيز أنه ليس مجرد سائق درّاجة، بل أسطورة تُكتب بأحرف من ذهب في عالم الموتو جي بي.