كيليان مبابي يُعيد كتابة التاريخ مع ريال مدريد: بداية تهديفية استثنائية تُنذر بموسم أسطوري

يواصل النجم الفرنسي كيليان مبابي إبهار العالم بمستواه الاستثنائي منذ انضمامه إلى نادي ريال مدريد، حيث يعيش حاليًا واحدة من أفضل بداياته المهنية على الإطلاق، بل وربما الأقوى من حيث الفعالية التهديفية في مسيرته الكروية. فبعد مرور أول 10 مباريات رسمية مع الفريق الملكي في الموسم الحالي، نجح مبابي في تسجيل 14 هدفًا، ليُحقّق بذلك أفضل بداية تهديفية في تاريخه، ويضع نفسه في صدارة قائمة الهدافين الأوائل في أوروبا.

بداية لا تُضاهى: 14 هدفًا في 10 مباريات

لم يسبق لمبابي أن بدأ أي موسم بهذه القوة التهديفية. ففي موسم 2018/2019، حين كان لا يزال في أوج تألقه مع باريس سان جيرمان، سجّل 12 هدفًا في أول 10 مباريات، وهو ما كان يُعتبر رقمًا مميزًا آنذاك. كما سجّل 11 هدفًا في بداية موسم 2022/2023، لكنه اليوم يتجاوز كل تلك الأرقام بتسجيله 14 هدفًا في أول 10 مواجهات فقط مع ريال مدريد، بينها مباريات في الليغا، دوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الإسباني.

الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن مبابي سجّل في 9 من أصل 10 مباريات خاضها، ما يدل على استمراريته وفاعليته الهجومية، كما أنه يحافظ على سلسلة تهديفية مذهلة تمتد لـ 7 مباريات متتالية دون انقطاع، وهو ما يُظهر قدرته على الحفاظ على التركيز واللياقة البدنية والذهنية في أعلى مستوياتها.

من بداية متواضعة إلى انفجار تهديفي

من المفارقات المثيرة أن مبابي، في موسمه الأول مع ريال مدريد، لم يبدأ بهذه القوة. فقد اكتفى بتسجيل 7 أهداف فقط في أول 10 مباريات، وهو ما جعل البعض يشكك في قدرته على التأقلم مع طريقة لعب الفريق الملكي أو مع الضغط الكبير المُلقى على كتفيه. لكنه أثبت العكس تمامًا، إذ أنهى ذلك الموسم متوجًا بلقب الحذاء الذهبي الأوروبي وجائزة “البيتشيتشي” كأفضل هداف في الليغا الإسبانية، ليُثبت أنه قادر على التطوّر والتألق حتى تحت أقصى درجات الضغط.

واليوم، يبدو أن مبابي قد وصل إلى مرحلة جديدة من النضج الفني والبدني، حيث ينسجم تمامًا مع زملائه في خط هجوم ريال مدريد، ويستفيد من التمريرات الدقيقة للاعبين مثل جود بيلينغهام، فينيسيوس جونيور، وجود بيلينغهام، ليُترجم الفرص إلى أهداف ببراعة نادرة.

لماذا تُعد هذه البداية مؤشرًا على موسم أسطوري؟

الإحصائيات لا تكذب: عندما يبدأ مهاجم بمستوى مبابي موسمه بهذه الطريقة، فإن ذلك يُعد مؤشرًا قويًا على أنه يسير نحو تحقيق إنجازات فردية وجماعية كبيرة. فريال مدريد، بفضل تألقه، يتصدر حاليًا جدول ترتيب الليغا، ويبدو منافسًا قويًا على لقب دوري أبطال أوروبا، بينما يحتل مبابي صدارة قائمة الهدافين في القارة العجوز.

ومن الناحية التكتيكية، فإن مبابي لم يعد يعتمد فقط على سرعته الخارقة، بل أصبح أكثر ذكاءً في تحركاته داخل الصندوق، وأكثر فاعلية في استغلال المساحات، كما أنه يُظهر تحسنًا ملحوظًا في لعب الكرة الجماعية والمشاركة الدفاعية، ما يجعله لاعبًا شاملاً يناسب تمامًا فلسفة المدرب كارلو أنشيلوتي.

مبابي وريال مدريد: شراكة تُعيد تعريف النجومية

منذ وصوله إلى سانتياغو برنابيو، كان مبابي يُنظر إليه كـ”القطعة الناقصة” في فريق يطمح للسيطرة على الساحة الأوروبية. واليوم، بعد هذه البداية الصاروخية، يمكن القول إن الشراكة بينه وبين ريال مدريد بدأت تُثمر بشكل مذهل. فالنادي الملكي يمتلك في مبابي سلاحًا هجوميًا لا يُضاهى، بينما يجد اللاعب الفرنسي في ريال مدريد البيئة المثالية لكتابة إرثه التاريخي، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية والسياسية التي كانت تحيط به في باريس.

الخلاصة: موسم تاريخي على الأبواب

كل المؤشرات تدل على أن كيليان مبابي يسير بخطى ثابتة نحو موسمٍ تاريخي مع ريال مدريد. فبتسجيله 14 هدفًا في أول 10 مباريات، يكون قد وضع حجر الأساس لموسم قد يُضاف إليه لقب دوري أبطال أوروبا، وربما تتويجه الثاني على التوالي بلقب الحذاء الذهبي. والأهم من ذلك، أنه يُعيد تعريف مفهوم “البداية القوية”، ويُثبت للعالم أن النجوم الحقيقيين لا ينتظرون وقتًا ليتألقوا، بل يصنعون التاريخ من أول لحظة.

تابعوا تألق كيليان مبابي مع ريال مدريد، فنحن أمام واحد من أعظم المهاجمين في جيله، وقد نشهد هذا الموسم واحدة من أعظم القصص الكروية في العقد الحالي.