في كشفٍ مثير يعيد إحياء ذكريات الانتقالات الصيفية المثيرة، كشف النجم الكرواتي المعتزل إيفان راكيتيتش عن محاولة شخصية من أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو لإقناعه بالانضمام إلى يوفنتوس خلال فترة انتقالاته في صيف عام 2019. التفاصيل التي كشف عنها راكيتيتش في مقابلة حصرية مع صحيفة “لا غازيتا ديلو سبورت” الإيطالية، تسلط الضوء على خلفيات لم تُروَ من قبل، وتُظهر مدى تأثير النجوم الكبار في قرارات زملائهم داخل وخارج الملعب.
اتصال مفاجئ من كريستيانو رونالدو: “تعال معنا إلى يوفنتوس!”
في تصريحٍ صادم لعشاق كرة القدم، أكد راكيتيتش أن كريستيانو رونالدو اتصل به شخصيًا في عام 2019، في محاولة واضحة لإقناعه بالانضمام إلى صفوف يوفنتوس، النادي الذي كان يمثله البرتغالي آنذاك بعد انتقاله التاريخي من ريال مدريد. وقال راكيتيتش:
“صحيح أن كريستيانو اتصل بي وقال: ‘تعال معنا إلى يوفنتوس’. بصراحة، كنت سأحب اللعب في إيطاليا، إنه الندم الوحيد في مسيرتي.”
هذا الاعتراف يُعد من أكثر اللحظات إثارةً في سيرة اللاعب الكرواتي، إذ يُظهر أن رونالدو لم يكن فقط نجمًا على أرض الملعب، بل كان أيضًا لاعبًا مؤثرًا في غرفة الملابس وخارجها، حيث سعى شخصيًا لتعزيز فريقه بضم أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم آنذاك.
لماذا رفض راكيتيتش العرض؟ الولاء لبرشلونة و13 لقبًا تاريخيًا
رغم إغراء الفرصة واللعب إلى جانب أحد أعظم لاعبي التاريخ، قرر راكيتيتش البقاء في برشلونة، موضحًا أن سبب رفضه يعود إلى التزامه الأخلاقي والمهني تجاه النادي الكتالوني. وأضاف:
“كنت لا أزال مرتبطًا ببرشلونة، ولم أستطع أن أتخلى عن الفريق في تلك اللحظة.”
وخلال مسيرته مع برشلونة، حقق راكيتيتش نجاحاتٍ باهرة، حيث فاز بـ13 لقبًا مع الفريق، من بينها دوري أبطال أوروبا عام 2015، في النهائي الذي جمع برشلونة بذات الفريق الذي حاول ضمه لاحقًا: يوفنتوس. هذا الفوز يُعد من أبرز محطات مسيرته، وربما أحد الأسباب التي جعلته يتردد في الانتقال إلى منافس مباشر.
الندم الوحيد: عدم خوض تجربة في الدوري الإيطالي
رغم رضاه التام عن مسيرته الكروية، اعترف راكيتيتش أن عدم اللعب في الدوري الإيطالي يُعد “الندم الوحيد” في حياته المهنية. وأوضح أن الفرصة كانت قريبة أكثر من مرة، مشيرًا إلى أنه كان على أعتاب الانتقال إلى أحد الأندية الكبرى في إيطاليا عام 2011، قبل أن يقرر البقاء في إشبيلية بسبب ظروفه الشخصية.
“كلمتي كانت أهم من أي عقد”، قال راكيتيتش، مؤكدًا أن قيمه الشخصية وولاءه للأندية التي يلعب لها كانت دائمًا في مقدمة أولوياته، حتى لو كلفه ذلك تفويت فرص ذهبية.
إشادة خاصة بلوكا مودريتش: “أفضل لاعب كرواتي في التاريخ”
في سياق حديثه عن تجارب اللاعبين الكروات في أوروبا، لم ينسَ راكيتيتش أن يشيد بصديقه وزميله في المنتخب الكرواتي لوكا مودريتش، الذي نجح في تحقيق حلم اللعب في الدوري الإيطالي عبر الانتقال إلى إنتر ميلان في مراحل متأخرة من مسيرته. ووصفه راكيتيتش بأنه:
“أفضل لاعب كرواتي في التاريخ”،
معتبرًا أن مودريتش يستحق كل التقدير لما قدمه للكرة الكرواتية على الصعيدين المحلي والدولي.
لماذا يهم هذا الكشف الآن؟ تحليل سياقي وتأثيره على عالم الانتقالات
كشف راكيتيتش عن هذه التفاصيل في وقتٍ يشهد فيه عالم كرة القدم تحوّلًا كبيرًا في سياسات الانتقالات، حيث باتت العلاقات الشخصية بين اللاعبين تلعب دورًا متزايد الأهمية في قرارات الانتقال. فلم يعد الوكلاء والمديرون الرياضيون هم الوحيدين المؤثرين، بل أصبحت النداءات المباشرة من النجوم مثل رونالدو أو ميسي أو نيمار وسيلة فعّالة لجذب المواهب.
كما أن هذا الكشف يُعيد تسليط الضوء على دور يوفنتوس في سوق الانتقالات خلال حقبة ما بعد رونالدو، وكيف سعى النادي الإيطالي لبناء فريق من الطراز الأول بمساعدة نجمه البرتغالي، الذي لم يكتفِ بالتألق داخل الملعب، بل ساهم أيضًا في تعزيز الفريق خارجه.
خلاصة: ولاء، ندم، وفرص ضائعة… لكن مسيرة مليئة بالإنجازات
رغم أن راكيتيتش يشعر ببعض الحسرة لعدم خوض تجربة في السيريا آ، إلا أنه ينظر إلى مسيرته بعين الرضا والاعتزاز. فمسيرته الحافلة بالألقاب، واللعب في أندية عملاقة مثل برشلونة وإشبيلية، وتمثيل منتخب بلاده في كأس العالم 2018 (حيث وصل إلى النهائي)، كلها إنجازات تضعه بين أعظم لاعبي جيله.
ويبقى السؤال المفتوح: لو قبل راكيتيتش عرض رونالدو، هل كان سيُحدث فرقًا في مسيرة يوفنتوس؟ قد لا نعرف الجواب، لكن ما هو مؤكد أن كرة القدم مليئة باللحظات التي تُغيّر المسارات، وأحيانًا يكون الولاء أقوى من أي عرض مالي أو رياضي.