كارلو أنشيلوتي، المدرب الإيطالي الذي يُلقب بـ “دون كارلو”، ليس مجرد اسم عابر في تاريخ كرة القدم، بل رمز للنجاح والتألق. وُلد في 10 يونيو 1959، وبدأ رحلته كلاعب قبل أن يصبح أحد أعظم المدربين في تاريخ اللعبة.
البداية.. من بارما إلى قمة المجد مع روما
كانت أولى خطوات أنشيلوتي في عالم كرة القدم عام 1976 مع نادي بارما، ولكن نجمه بدأ يسطع بعد انتقاله إلى روما في 1979. وفي موسمه الأول، أحرز أول ألقابه بتحقيق كأس إيطاليا، وهو اللقب الذي عاد ليتوج به مرة أخرى في الموسم التالي.
لم تكن مسيرة أنشيلوتي في روما خالية من التحديات؛ فبعد موسم صعب في 1981-82، عاد ليحقق الإنجاز الأكبر في مسيرته مع النادي بالفوز بلقب الدوري الإيطالي في موسم 1982-83. وفي الموسم التالي، قاد فريق الذئاب للوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن الحلم الأوروبي انتهى بركلات الترجيح أمام ليفربول.
المحطة الذهبية مع ميلان
بعد تجربة مميزة مع روما، انتقل أنشيلوتي إلى ميلان، حيث كتب فصولاً ذهبية في تاريخه كلاعب. مع الروسونيري، فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين في 1989 و1990، ليصبح أحد أساطير النادي.
أسطورة التدريب التي لا تتكرر
بعد اعتزاله، انتقل أنشيلوتي إلى عالم التدريب ليحقق ما لم يسبقه إليه أحد. يُعد أنشيلوتي المدرب الوحيد في التاريخ الذي فاز بألقاب الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا:
- الدوري الإيطالي مع ميلان.
- الدوري الإنجليزي مع تشيلسي.
- الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان.
- الدوري الألماني مع بايرن ميونخ.
- الدوري الإسباني مع ريال مدريد.
كما حقق رقمًا قياسيًا بفوزه بكأس العالم للأندية ثلاث مرات، وأصبح المدرب الأكثر تتويجًا بكأس السوبر الأوروبي بأربعة ألقاب.
ريال مدريد والمحطات الخالدة
مع ريال مدريد، واصل أنشيلوتي كتابة التاريخ، حيث قاد الفريق لتحقيق دوري أبطال أوروبا في مناسبتين خلال فترتين تدريبيتين، ليصبح أحد أكثر المدربين احترامًا وشعبية في عالم كرة القدم.
إرث خالد
كارلو أنشيلوتي ليس مجرد مدرب ناجح، بل نموذج يُحتذى به في العمل الجاد والمرونة والتطور المستمر. سواء كلاعب أو مدرب، ترك “دون كارلو” بصمة لا تُمحى، وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق كرة القدم كأحد أعظم الشخصيات في تاريخ اللعبة.