في تصريحات أثارت قلقًا واسعًا بين جماهير مانشستر سيتي، كشف المدرب الإسباني بيب غوارديولا عن حالة عدم اليقين التي تحيط بمشاركة نجم وسط الفريق، رودري، في المواجهة المرتقبة ضد أرسنال يوم الأحد المقبل — وهي مباراة قد تحمل تأثيرًا حاسمًا على صراع القمة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
رودري: العمود الفقري لـ “السيتي” يواجه خطر الغياب
رودري، الذي يُعد بلا منازع أحد أهم الركائز الأساسية في تشكيلة مانشستر سيتي هذا الموسم، عاد مؤخرًا من إصابة طويلة في الركبة كادت تُبعده عن الملاعب لفترة أطول. ومع ذلك، فإن عودته لم تخلُ من التحذيرات الطبية، حيث ظهرت مؤشرات على أن جسده لا يزال بحاجة إلى إدارة دقيقة لتفادي أي انتكاسة قد تُعيده إلى غرفة العلاج.
وفي مباراة دوري أبطال أوروبا أمام نابولي، أظهر رودري وعيًا كبيرًا بحالته الجسدية حين طلب الخروج طواعيةً في الدقائق الأخيرة — خطوة وصفها غوارديولا بأنها “ذكية” و”مسؤولة”، لكنها في الوقت ذاته أشعلت جرس الإنذار داخل معسكر الفريق.
غوارديولا: “سنرى يوم الأحد.. لا نريد المخاطرة به”
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة نابولي، قال غوارديولا بكل صراحة:
“لقد كان ذكيًا جدًا عندما طلب الخروج ضد نابولي. نحن دائمًا نحاول حمايته، والحفاظ على لياقته لأطول فترة ممكنة خلال الموسم. حالته؟ سنرى كيف سيشعر يوم الأحد، وسنقرر بناءً على ذلك. لا نريد المخاطرة به، فهو لاعب أساسي، لكن صحته تأتي أولاً.”
هذه التصريحات، رغم حياديتها الظاهرية، تحمل في طياتها إشارات قوية إلى أن مشاركة رودري أمام أرسنال ليست مضمونة — وهو ما يُعد ضربة محتملة لخطط غوارديولا في واحدة من أصعب المواجهات هذا الموسم.
لماذا يُعد غياب رودري كارثيًا لمانشستر سيتي؟
رودري ليس مجرد لاعب وسط دفاعي تقليدي. هو الموزع، والمُنظم، والدرع الواقي للدفاع، واللاعب الذي يُعيد التوازن للفريق عند الضغط العالي. إحصائياته هذا الموسم تتحدث عنه: أعلى نسبة تمريرات ناجحة في الفريق، وأكثر لاعب استحواذًا على الكرة، وأحد أكثر اللاعبين فاعلية في استخلاصها.
غيابه يعني فراغًا تكتيكيًا كبيرًا — فحتى الآن، لم يجد غوارديولا بديلًا يمتلك نفس الكفاءة والذكاء في قراءة المباراة. ماتيوس نونيس أو جوشوا كيميتش قد يملآن المركز، لكنهما لا يملكان نفس التأثير التراكمي الذي يُحدثه رودري على أداء الفريق ككل.
تداعيات محتملة على صراع اللقب
مواجهة أرسنال ليست مجرد مباراة عادية. إنها مواجهة مباشرة بين المتصدرين، وقد تُحدد مسار صراع اللقب هذا الموسم. غياب رودري قد يُضعف السيتي في منطقة الوسط، ويمنح أرسنال فرصة أكبر للسيطرة والانطلاق — خاصة مع قدرة لاعبيهم مثل ديكلان رايس ومartin Ødegaard على استغلال المساحات.
وإذا ما خسر السيتي هذه المباراة بسبب غياب رودري، فقد يُفتح الباب أمام منافسيه لتقليص الفارق أو حتى تجاوزه — وهو سيناريو لا يُريده غوارديولا بأي حال.
ماذا بعد؟
العيون الآن مُسلطة على التدريبات الجماعية لمانشستر سيتي خلال الأيام القادمة. أي إشارة إلى مشاركة رودري — حتى لو كانت بديلًا — ستُهدئ من روع الجماهير. أما إذا غاب تمامًا، فسيكون على غوارديولا إعادة ضبط تشكيلته بالكامل، والاعتماد على خطط بديلة قد لا تكون بنفس الفاعلية.
خلاصة: صحة رودري = أولوية قصوى
في النهاية، فإن قرار غوارديولا — مهما كان — سيكون مدروسًا بدقة. فهو يدرك أن الموسم طويل، وأن رودري هو أحد أهم أعمدة مشروعه في السيتي. المخاطرة به الآن قد تُكلف الفريق لاعبه الأساسي لأسابيع أو أشهر قادمة — وهو ثمن باهظ لا يمكن تحمله.
جماهير مانشستر سيتي تترقب بقلق، لكنها تثق في حكمة مدربها. والأهم من كل شيء: صحة اللاعب تأتي قبل أي نتيجة.