في إطار تعزيز التعاون الرياضي بين الدول العربية وتطوير رياضة الريكبي على المستويين الإقليمي والدولي، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة توقيع اتفاقية شراكة مهمة بين الجامعة الملكية المغربية للريكبي، ممثلة في رئيسها السيد هشام أبوجا، واتحاد الإمارات العربية المتحدة للريكبي. هذه الخطوة تأتي في سياق رؤية طموحة تهدف إلى توسيع قاعدة رياضة الريكبي في المنطقة العربية وتعزيز حضورها في الساحة الدولية.
الاتفاقية تمثل نقلة نوعية في التعاون الرياضي بين البلدين، حيث تضع نصب أعينها تحسين مستوى اللاعبين والمدربين من خلال برامج تدريبية مشتركة، وتنظيم معسكرات وورش عمل تركز على رفع الكفاءة التقنية والبدنية. كما تهدف الاتفاقية إلى تبادل الخبرات بين الجانبين، ما يتيح لكلا البلدين الاستفادة من التجارب الناجحة في تطوير اللعبة، سواء من حيث التخطيط أو التنفيذ.
إلى جانب الجوانب الفنية، تفتح الاتفاقية الباب أمام تعزيز الروابط بين اتحادات الريكبي العربية والأفريقية والدولية. هذا التعاون سيُترجم إلى تنظيم بطولات مشتركة على غرار بطولة دبي الدولية للريكبي، التي من شأنها أن تسلط الضوء على المواهب الصاعدة وترفع من مستوى التنافسية لدى الفرق العربية. كما تعكس الاتفاقية التزام البلدين ببناء بنية تحتية رياضية قوية تدعم استدامة الرياضة ونموها على المدى الطويل.
الاتفاقية تحمل بُعدًا استراتيجيًا أوسع يتمثل في تعزيز التكامل العربي في المجال الرياضي، حيث تؤكد أهمية الرياضة كوسيلة للتواصل الثقافي والاجتماعي بين الشعوب. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الشراكة إلى خلق فرص جديدة لتطوير الرياضة في المنطقة، سواء من خلال جذب الاستثمارات أو تنظيم فعاليات رياضية كبرى تستقطب الجمهور والإعلام.
مع توقيع هذه الاتفاقية، يخطو المغرب والإمارات خطوة إضافية نحو تعزيز مكانتهما كدولتين رائدتين في رياضة الريكبي. هذه المبادرة تمثل بداية لمرحلة جديدة من التعاون الرياضي، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل على مستوى المنطقة بأسرها. يعكس هذا التعاون إيمانًا مشتركًا بأن الرياضة ليست مجرد نشاط بدني، بل هي أداة لبناء المجتمعات وتعزيز القيم المشتركة.
الاتفاقية تضع أسسًا قوية لمستقبل رياضة الريكبي في كلا البلدين، حيث ستساهم في رفع مستوى الفرق الوطنية وتعزيز قدراتها التنافسية في المحافل الدولية. كما أنها تعكس رؤية استراتيجية تستهدف تحويل الرياضة إلى عامل جذب للشباب وتعزيز حضورها في الثقافة الرياضية للمجتمع. توقيع هذه الاتفاقية يمثل بداية واعدة لمشروع رياضي طموح يعكس التزام البلدين بتطوير الرياضة كأداة للتنمية المستدامة.