الملايين من مشجعي كرة القدم في العالم عندما يسمعون وصف ” الجوهرة السوداء ” بتذكرون علي الفور الأسطورة البرازيلية بيليه ، لكن الحقيقة أنه لم يكن أول لاعب يطلق عليه هذا اللقب ، فقد سبقه بسنوات لاعب كان من أوائل العرب الذين سطروا أسمائهم بأحرف ذهبية في الملاعب الأوروبية ، وكلامنا عن المغربي الحاج العربي بن مبارك ، وهو من مواليد 16 يونيو 1914 بالدار البيضاء ، وقد نشأ يتيما وعمل في صباه بالنجارة ، بينما كان يلعب الكرة في الشارع مع أصدقائه ، وبدأ مسيرته مع نادي الاتحاد المغربي والذي فاز معه بعدة بطولات منها 5 بطولات علي مستوى شمال إفريقيا و3 بطولات للدوري المغربي ، وفي موسم 1938-1939 التحق بنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي والذي سجل له 12 هدفا في موسمه الأول ليساعد الفريق على احتلال المركز الثاني في الدوري ، وخلال فترة توقف الدوري الفرنسي لمدة 5 سنوات بسبب الحرب العالمية الثانية .. عاد بن مبارك إلى المغرب وقضى 6 مواسم مع نادي الاتحاد الرياضي ، وبعد نهاية الحرب عاد العربي بن مبارك مرة ثانية إلي فرنسا ولكن هذه المرة مع نادي ستاد فرانس وأحرز 50 هدفا خلال 90 مباراة ، وفي موسم 1945-1946 ساهم في صعود ناديه الباريسي من الدرجة الثانية إلى الدوري الممتاز ، بعدها تلقى عدة عروض وانضم إلي نادي أتلتيكو مدريد والذي كان يطمح إلى المنافسة على لقب الليجا ، ونجح النجم المغربي في قيادة النادي بالفعل للفوز بلقب الدوري في موسم 1949-1950 ، بل وفاز معه باللقب في الموسم التالي ، وسجل بن عربي 56 هدفا في 113 مباراة لعبها مع أتلتيكو مدريد ، وفي نهاية موسم 1952-1953 عاد العربي بن مبارك إلى نادي أولمبيك مارسيليا بعد أن أصبح أول عربي يفوز بالدوري الإسباني, مع نهاية موسم 1953-1954 اعتزل العربي بن مبارك بعد 17 عاماً في ملاعب أوروبا ، ورغم مشاركته في 3 مباريات دولية مع المغرب في بداياته ، لكن نظراً للاحتلال الفرنسي للمغرب وقتها.. فقد تم إجباره على اللعب لمنتخب فرنسا خلال 17 مباراة دولية ، وصنفته الجامعة الفرنسية مع نهاية القرن العشرين كرابع أفضل من حمل القميص الفرنسي بعد زين الدين زيدان وكوبالا وميشيل بلاتيني ، بعد اعتزاله عاد بن مبارك إلى وطنه المغرب ليدرب نادي الاتحاد الرباطي ثم النجم البيضاوي، وكان أول مدرب للمنتخب الوطني المغربي ، وكان مشهوراً بمحافظته على صلواته في قلب فرنسا وإسبانيا .. كما كان من أوائل اللاعبين المسلمين في أوروبا الذين حرصوا علي صوم رمضان ، وقد توفي في عام 1992.. وبعد وفاته بـ6 سنوات منحه الفيفا وسام الاستحقاق كأحد أساطير كرة القدم العالمية .