”
ركلة بانينكا ” هي أشهر طرق تنفيذ ركلات الجزاء في العالم ، وهي تحتاج لمهارة عالية وثقة وقدر من المجازفة ، فهي تعتمد علي تسديد الكرة بشكل متوسط القوة في منتصف المرمى تماماً .. حيث يقوم بتسديدها بلمسة خفيفة من الأسفل مما يؤدي إلى ارتفاعها وسقوطها داخل المرمى ، وبالتالي كلما أرتمي حارس المرمي يميناً أو يساراً مبكراً .. كان الهدف جمالي بشكل أكبر لأنه سيشاهد الكرة وهي تطير ببطء نحو المرمي ، وطوال السنوات الخمسين الماضية تم تنفيذ ركلات جزاء شهيرة بهذه الطريقة .. منها ضربة الجزاء التي لعبها النجم الإيطالي فرانشيسكو توتي في نصف نهائي بطولة أمم أوروبا 2000، وبالطبع ضربة الجزاء التي لعبها زين الدين زيدان في نهائي كأس العالم 2006 وكادت أن تضيع بعد ارتطامها بالعارضة ولكنها تجاوزت خط المرمي ، أيضاً لعبها أندريا بيرلو في ربع نهائي بطولة أمم أوروبا 2012 وليونيل ميسي في عدة مباريات بالدوري الإسباني ومنها هدفه رقم 700 في مسيرته الاحترافية وكان ضد أتلتيكو مدريد ، وسجل كريستيانو رونالدو أول ركلة جزاء له على طريقة بانينكا أمام سبيزيا بالدوري الإيطالي، وكذلك أليكسيس سانشيز في نهائي كوبا أمريكا 2015 وجون ستونز ضد يوفنتوس في الكأس الدولية للأبطال 2013 وغيرهم كثيرون ، لكن لأنها طريقة تحمل مجازفة بأن تكون أضعف من اللازم فينهض حارس المرمي ويمسك بالكرة .. أو تنحرف أعلي من اللازم وتخرج فوق العارضة .. أو لا يتحرك الحارس ويجد الكرة بين يديه بسهولة ، فبالتالي هناك لاعبون كثيرون أضاعوا ركلات جزاء بهذه الطريقة ومنهم نيمار وأجويرو وسترلينج وروبين فان بيرسي ورونالدو وغيرهم ، ولكن .. هل تعرف من هو بانينكا أصلاً ؟ اللاعب الذي اخترع تلك الركلة هو أنطونين بانينكا لاعب تشيكوسلوفاكيا السابق ، وقد لعب مع نادي بوهيميانز في الفترة من 1967 وحتى 1981 ثم انتقل لنادي رابيد فيينا النمساوي لمدة أربع مواسم من 1981 وحتى 1985، وبرز بشدة على المستوى الدولي عندما لعب مع تشيكوسلوفاكيا في بطولة أمم أوروبا 1976 ووصل إلى النهائي لمواجهة ألمانيا الغربية ، وتم اللجوء لركلات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة والأشواط الإضافية بالتعادل 2–2 ، وتم تسجيل الركلات السبع الأولى للفريقين حتى اضاع أولي هونيس رابع ركلة لألمانيا الغربية لتصبح النتيجة 4–3، فتقدم بانينكا لتسديد ركلة الجزاء الخامسة لتشيكوسلوفاكيا وهو تحت ضغط كبير ، وتظاهر بأنه سيسددها إلى جانب المرمى وخدع عملاق حراسة المرمي الألماني سيب ماير والذي ارتمي يساراً .. ولكن بانينكا بكل هدوء لعب الكرة ساقطة في منتصف المرمى بدقة شديدة ، ومن بعدها ارتبط اسمه بهذه الطريقة وكأنها من اختراعه ، خاصة بعد اختياره كأفضل لاعب في البطولة وقتها .