عندما ينغمس اللاعبون في أعماق الميدان، وترتفع أهازيج النجاح، تتشكل الأساطير بين طيات الميادين، ويُخلد الأبطال في ذاكرة التاريخ. ومن بين هؤلاء الأساطير التي تتلألأ ببريق الإنجازات، يبرز اسمٌ يعلو قمم الهجوم بقوة وإتقان، إنه اللاعب عبد الرزاق حمد الله، الذي أضاف لنفسه سطرًا جديدًا في سجل الأرقام القياسيّة لكرة القدم السعودية.
في ليلة من ليالي التألق والتاريخ، استطاع حمد الله، المهاجم العتيد لفريق اتحاد جدة، أن يرسم ببراعة فريدة، لوحة هدافة جديدة في سماء الدوري السعودي للمحترفين. حيث برز بثنائية ساحرة في شباك فريق الفتح، في الجولة الرابعة والعشرين من الموسم الجاري، ليرفع رصيده الهدافي إلى ذروة التألق والإبداع.
بهذا الإنجاز الرائع، احتل حمد الله المرتبة الثانية في قائمة أفضل هدافي الدوري السعودي عبر تاريخه، بعدما وصلت إجمالي أهدافه إلى 127 هدفاً، متفوقاً بفارق رقمي ضئيل على اللاعب السابق ناصر الشمراني.
وكانت رحلة حمد الله نحو هذا الإنجاز المذهل مليئة بالتحديات والإصرار، حيث استغرقت مسيرته الرائعة 132 مباراة مع فرق النصر والاتحاد ليبلغ هذا الرقم التاريخي. وفي مقابل ذلك، قدم الشمراني إبداعه في 220 مباراة مع عدة أندية، لكنه وجد نفسه في ظلال إنجاز حمد الله.
ويبقى السوري عمر السومة، مهاجم أهلي جدة السابق، في عرش الهدافين التاريخيين برصيد 144 هدفاً في 180 مباراة، إلا أن حمد الله يسعى دائماً لاقتحام هذا العرش وتحقيق المزيد من الإنجازات.
في موسمه الحالي، تألق حمد الله بتسجيله 17 هدفاً، مؤكداً استمرارية إبداعه وتألقه داخل الميدان. ومن الجدير بالذكر أن أبرز موسم له كان مع فريق النصر في موسم 2018-2019، حيث تألق بتسجيل 34 هدفاً، مما جعله يتربع على عرش الهدافين في تلك الفترة برفقة أساطير اللعبة.
بهذا الإنجاز الكبير، يظل حمد الله يلهم الشباب والمحترفين على حد سواء، بروحه القتالية وإصراره على تحقيق النجاح. ومع كل هدف يسجله، يزداد إرثه الرياضي ثراءً وجمالًا، مكرسًا لنفسه كأحد أبرز الأسماء في تاريخ كرة القدم السعودية.