
بنزيما يحفز فينيسيوس: تحول من موهبة واعدة إلى نجم عالمي
بات البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، أحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم في الفترة الأخيرة، مما جعله مرشحًا للتتويج بالكرة الذهبية لعام 2024. ورغم بداية مسيرته المتواضعة مع النادي الملكي وسخرية الجماهير منه، إلا أن فينيسيوس تمكن من تحويل مسيرته إلى قصة نجاح كبيرة، وأصبح العنصر الأهم في الفريق.
الجملة القاسية التي غيرت كل شيء
في عام 2020، خلال مباراة ريال مدريد وبوروسيا مونشنجلادباخ في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، تم نشر مقطع فيديو يظهر فيه كريم بنزيما يتحدث مع زميله فيرلاند ميندي في نفق غرف خلع الملابس. بنزيما انتقد أداء فينيسيوس بشدة قائلاً: “إنه يلعب بشكل سيئ جدًا، يا أخي لا تمرر إليه. إنه يلعب ضدنا”. هذه الجملة القاسية كانت نقطة تحول في مسيرة فينيسيوس.
رد فينيسيوس على الانتقادات
بعد انتشار الفيديو، قلل فينيسيوس من شأن هذه الواقعة في تصريحات لصحيفة ماركا، حيث قال: “لقد كان مجرد ضجيج. هذا الضجيج ليس لي، وبين اللاعبين المحترفين نعرف هذه الأمور جيدًا. علاقتي بكريم ممتازة”. وأكد أن العلاقة بينه وبين بنزيما قوية وأنهما يعرفان كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف.
تحول فينيسيوس تحت قيادة أنشيلوتي
في المواسم الأولى لفينيسيوس مع ريال مدريد، كانت أرقامه متواضعة للغاية. ففي موسم 2018-2019، سجل 7 أهداف فقط في 36 مباراة، وفي موسم 2019-2020 سجل 5 أهداف في 38 مباراة، وفي موسم 2020-2021 سجل 6 أهداف في 49 مباراة. ومع تولي الإيطالي كارلو أنشيلوتي تدريب الفريق في صيف 2021، شهد فينيسيوس تحولًا كبيرًا.
أصبح فينيسيوس أكثر قوة وشراسة أمام المرمى، ونجح في استغلال الفرص بشكل أفضل، مما رفع معدل تسجيله للأهداف بشكل ملحوظ. ففي موسم 2021-2022، سجل 22 هدفًا في 52 مباراة، وفي موسم 2022-2023، سجل 23 هدفًا في 55 مباراة.
اعتراف بنزيما بدور الجملة القاسية
في يناير 2022، اعترف كريم بنزيما بأن الجملة القاسية التي قالها في 2020 ساهمت في تطور فينيسيوس. قال بنزيما في حوار مع مجلة “فرانس فوتبول”: “لنأخذ فينيسيوس جونيور كمثال.. سنتذكر فقط ما قلته بشأنه، لقد ساهمت فيما وصل إليه الآن”. وأضاف أن فينيسيوس الآن أصبح قادرًا على اتخاذ القرارات بشكل أفضل داخل الملعب.
نجم الشباك
قدم فينيسيوس هذا الموسم أداءً استثنائيًا، وأصبح العنصر الأهم في الخط الهجومي لريال مدريد. فينيسيوس خاض 39 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 24 هدفًا وقدم 11 تمريرة حاسمة. في دوري الأبطال، تألق أمام بايرن ميونخ في نصف النهائي وسجل هدفين، كما سجل هدفًا في النهائي ضد بوروسيا دورتموند، مما ساعد ريال مدريد على تحقيق لقبه الخامس عشر.
في السوبر الإسباني، سجل فينيسيوس ثلاثية في المباراة النهائية ضد برشلونة، وفي الليجا سجل 15 هدفًا وصنع 6 أخرى في 26 مباراة، ليكون أحد الركائز الأساسية في تحقيق اللقب.
الطموح للكرة الذهبية
أصبح فينيسيوس مرشحًا بقوة للفوز بالكرة الذهبية هذا العام. وكل ما ينقصه الآن هو التتويج بلقب كوبا أمريكا مع منتخب البرازيل هذا الصيف لزيادة حظوظه بشكل كبير في خطف الجائزة.
بهذا التحول الرائع في مسيرته، أصبح فينيسيوس جونيور مثالًا للإصرار والعمل الجاد، وكيف يمكن لتحدٍ واحد أن يغير مسار لاعب نحو القمة.