برشلونة – توترت العلاقة بين نادي برشلونة الإسباني والحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن بشكل واضح خلال الأيام الأخيرة، في ظل خلافات ظهرت علنًا بعد الإصابة التي تعرض لها اللاعب رفقة منتخب ألمانيا، والتي أثارت جدلًا داخل النادي الكتالوني حول مدة غيابه، وتأثيرها على الاستراتيجية المالية والرياضية للموسم الجديد.
الإصابة والجراحة: شرارة الأزمة
كان مارك أندريه تير شتيغن قد تعرض لإصابة في الظهر خلال فترة التوقف الدولي، خلال مباراة منتخب ألمانيا، مما اضطر الجهاز الطبي لفريق برشلونة إلى إجراء عملية جراحية له يوم الخميس الماضي. وفور الإعلان عن ذلك، ظهرت تكهنات واسعة حول مدة غياب الحارس الرئيسي للنادي، خاصة وأن إدارة برشلونة كانت تأمل في أن تطول مدة غيابه لفترة لا تقل عن 4 أشهر.
السبب؟ تفعيل ما يُعرف بـ “قانون الإصابة الطارئة”، وهو بند قانوني ضمن لوائح الليجا يسمح للأندية بتسجيل لاعبين جدد ضمن قائمة الفريق دون التأثير على الحد الأعلى لرواتب اللاعبين، شريطة أن يكون اللاعب المصاب غائبًا لفترة تزيد عن 120 يومًا. وكان النادي يسعى من خلال هذا القانون إلى تسجيل كل من خوان غارسيا (اللاعب الشاب الذي يعاني من إهمال سابق في عقده) وماركوس راشفورد، الذي يسعى النادي لضمه في صفقة انتقال حر في المستقبل القريب.
شتيغن يعلن مدة غيابه: صدمة للإدارة
لكن كل هذه التكهنات انهارت عندما خرج تير شتيغن عن صمته، وأعلن عبر حسابه الرسمي على موقع “إكس” (تويتر سابقًا) مدة غيابه المتوقعة، والتي لم تتجاوز 3 أشهر. في تغريدة نشرها الحارس الألماني، قال:
“بعد آخر عملية تعرضت لها، عدت إلى الملاعب بعد 66 يومًا، ولكن هذه المرة يعتقد الأطباء أنه يمكنني العودة بعد الراحة لمدة 3 أشهر، وستكون تلك المدة كإجراء احترازي لتجنب أي مخاطر.”
هذا البيان كان بمثابة صدمة للإدارة الكتالونية، التي كانت تأمل في أن تتمكن من تسجيل اللاعبين الجدد ضمن القائمة دون تجاوز الحد المالي المفروض عليها. ووفقًا لتقارير صحفية إسبانية، فإن هذا التصريح أثار غضبًا كبيرًا في المكتب الرياضي لبرشلونة، خاصة وأنه يُفسد خطط النادي على المدى القصير والطويل.
خلافات داخلية وتهديد بسحب الشارة
الأزمة لم تقتصر على الجوانب الإدارية، بل امتدت لتشمل الجانب الإنساني والعلاقات داخل الفريق. فوفقاً لمصادر مقربة من النادي، فإن إدارة برشلونة بدأت ت entertain فكرة سحب شارة القيادة من تير شتيغن، الذي يحملها منذ سنوات طويلة، نظرًا لتراجع الثقة بينه وبين الجهاز الفني والإداري.
هانزي فليك، المدير الفني الجديد لبرشلونة، يسعى لإعادة تشكيل الهيكل القيادي للفريق، وقد أبلغ تير شتيغن بشكل مباشر بأنه لن يكون حارس الفريق الأول أو حتى الثاني خلال الموسم المقبل. هذا التصريح يُعد بمثابة إقصاء واضح للحارس الألماني، الذي كان أحد ركائز الفريق خلال العقود الماضية.
مستقبل غامض للرقم 1 في برشلونة
رغم كل ذلك، فإن مستقبل تير شتيغن في النادي لا يزال غامضًا. من جهة، يُعتبر اللاعب رمزًا في برشلونة، وقد قاد الفريق لتحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية، ومن جهة أخرى، فإن إدارة النادي تبحث عن تجديد في مختلف المجالات، بما في ذلك المرمى.
اللاعب البديل، إناكي باس، قد يحصل على الفرصة ليكون الحارس الأساسي، فيما يُنظر أيضًا إلى إبراهيم مشماني كخيار قوي في المستقبل. في الوقت نفسه، لا يستبعد برشلونة الدخول في مفاوضات لضم حارس جديد خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
خلاصة الأزمة
الأزمة بين برشلونة ومارك أندريه تير شتيغن تُعد واحدة من أبرز الأحداث التي تهز النادي في بداية الموسم الجديد. وهي تجمع بين عوامل متعددة: إدارية، مالية، ورياضية. فشل تطبيق “قانون الإصابة الطارئة”، خلافات داخلية، وفقدان الثقة بين الطرفين، كلها عوامل زادت من تعقيد الوضع.
وما يزال الجمهور الكتالوني يتابع بقلق شديد تطورات الأزمة، خاصة وأنها تشير إلى تغيرات جذرية قد تحدث في برشلونة خلال الفترة المقبلة، سواء من حيث الهيكل القيادي أو تركيبة الفريق على المدى الطويل.