في مثل هذا اليوم، قبل ثماني سنوات، ودّعت الكرة المغربية والرجاء الرياضي أحد أنبل وأعظم رموزها… عبد المجيد الظلمي، اللاعب الذي لم يكن مجرد نجم فوق المستطيل الأخضر، بل كان ضميرًا حيًا لكرة مغربية نقيّة، وأيقونة التزام وأخلاق في زمن كانت فيه النجومية تُصنع من العرق والوفاء.
🕊️ الظلمي… الرجل الذي صنع المجد بصمت
عبد المجيد الظلمي، المولود يوم 19 أبريل 1953 بمدينة الدار البيضاء، لم يكن لاعبا عاديا، بل كان مدرسة قائمة بذاتها. وسط ميدان أنيق، صلب في التحدي، وهادئ كأنه يلعب من أجل المتعة فقط، لكن من يراقبه جيدًا يدرك أنه كان يقاتل بقلب محارب في كل كرة.
قضى الظلمي الجزء الأكبر من مسيرته الكروية في صفوف نادي الرجاء البيضاوي، وخلّد اسمه بأحرف من ذهب في البطولة الوطنية، كما دافع عن قميص المنتخب الوطني المغربي في أبرز المحافل، من بينها أولمبياد 1984 ومونديال المكسيك 1986، حيث كان جزءاً من الجيل الذهبي الذي رفع راية المغرب عاليا.

⚽ تكريم قاري واعتزال في صمت الكبار
في عام 2006، اختاره الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضمن قائمة أفضل 200 لاعب في إفريقيا خلال نصف قرن… تكريم يليق بمن حمل راية الرجاء والمغرب بشرف.
اعتزل اللعب دوليًا سنة 1988، لكنه واصل العطاء محليًا مع الرجاء وجمعية الحليب، حتى وضع حداً لمسيرته الكروية نهائيًا عام 1991، في صمت يليق بالكبار.
💔 رحيل مفاجئ… وذكراه خالدة
في مساء الخميس 27 يوليو 2017، توقف قلب الظلمي فجأة عن النبض، عن عمر ناهز 63 عامًا، تاركًا خلفه حسرة كبيرة في قلوب كل من عرفه، سواء كمشجع، أو زميل، أو خصم في الميدان.
🕯️ الظلمي لم يمت…
عبد المجيد الظلمي لا يزال حيًا في ذاكرة كل رجاوي وكل مغربي، بصمته محفورة في وجدان جماهير لا تنسى من خدم الكرة بعزة وشرف.
هو النموذج، هو القدوة، هو اللاعب الذي لم يُطرد يومًا من الملعب، لأنه لم يعرف سوى الاحترام، والتفاني، والروح الرياضية.
