في عالم كرة القدم، تظهر أحيانًا مواهب استثنائية تترك بصمة لا تُنسى، حتى وإن كانت رحلتها قصيرة. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم جون وايت، لاعب وسط توتنهام هوتسبير الأسطوري، الذي أطلق عليه جماهير النادي لقب “الشبح” 👻، ليس لسرعته فحسب، بل لقدرته الخارقة على الظهور فجأة بين خطوط الخصم، وكأنه يختفي من الرقابة ثم يعود ليصنع الهدف أو يمرر الحاسمة!
من هو جون وايت؟
وُلد جون وايت في اسكتلندا عام 1937، وانضم إلى صفوف توتنهام هوتسبير في أواخر الخمسينيات. سرعان ما أصبح عنصرًا محوريًا في تشكيلة الفريق بفضل رؤيته الاستثنائية للملعب، وذكائه التكتيكي، وقدرته على قراءة اللعب قبل أن يحدث. لم يكن يعتمد على القوة البدنية، بل على الذكاء والتوقيت المثالي، ما جعله كابوسًا حقيقيًا لأقوى المدافعين في الدوري الإنجليزي.
ثنائية تاريخية وخلود في الذاكرة
كان لجون وايت دور محوري في تحقيق توتنهام هوتسبير للثنائية التاريخية (الدوري والكأس) في موسم 1960–1961، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها نادٍ إنجليزي هذا الإنجاز في العصر الحديث. وقد وصفه زملاؤه بأنه “العقل المدبر” خلف نجاحات الفريق، حتى إن المدرب الأسطوري بيل نيكولسون كان يصفه بأنه “لاعب لا يُرى، لكنه دائمًا موجود حيث يجب أن يكون”.
نهاية مأساوية… وأسطورة لا تُنسى
لكن القدر كان قاسيًا مع “الشبح”. في 21 يوليو 1964، وعندما كان يبلغ من العمر 27 عامًا فقط، لقي جون وايت حتفه إثر صاعقة برق أثناء لعبه الغولف في إسكتلندا. رحيله المفاجئ صدم عالم الكرة، وترك فراغًا كبيرًا في قلوب مشجعي توتنهام وعشاق كرة القدم حول العالم.
رغم قصر مسيرته، يُعد جون وايت أحد أعظم لاعبي وسط في تاريخ النادي، بل وفي كرة القدم الإنجليزية بشكل عام. وظل لقب “الشبح” رمزًا للاعب الذي لا يُمسك، لا يُرى، لكنه دائمًا يصنع الفارق.
إرث خالد
اليوم، لا يزال اسم جون وايت يتردد في مدرجات ملعب توتنام هوتسبير، ويُحتفى به كأسطورة من أساطير النادي. ويبقى درسًا مؤثرًا عن أن العظمة لا تقاس بالسنوات، بل بالتأثير الذي تتركه.