شهدت المباراة التي جمعت بين فريق أمل الجيش الملكي وفريق شباب الريف الحسيمي ضمن منافسات قسم الهواة لكرة القدم أحداث عنف مؤسفة، حيث تعرض الفريق العسكري لهجوم من بعض الجماهير الحسيمية عقب المباراة. ورغم الحماسة الكبيرة والتنافس الرياضي الذي طبع اللقاء، إلا أن انتهاء المباراة لم يكن نهاية للمواجهات؛ فقد تحولت بعض المدرجات إلى ساحات صدام بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية.
أحداث الشغب التي شهدتها هذه المباراة تطرح إشكالية كبرى حول ظاهرة العنف في الملاعب المغربية، إذ إن هذه السلوكيات المسيئة تؤثر سلباً على صورة الرياضة بشكل عام، وتهدد قيم التعايش والتسامح التي تنادي بها الملاعب. إن الملاعب الرياضية هي فضاءات للترفيه والمنافسة الشريفة وليست ساحات للعنف والتخريب، الأمر الذي يتطلب تدخلاً حازماً من الجهات المسؤولة.
مظاهر العنف في الملاعب تعكس أبعاداً اجتماعية وثقافية تتطلب معالجة شاملة؛ فعندما يصبح التشجيع رياضة في حد ذاته تتحول الملاعب إلى مساحة إيجابية للتواصل بين الأفراد من مختلف الأعمار والانتماءات. لذلك، يجب أن تتم توعية الجمهور بأهمية الروح الرياضية، مع إقرار إجراءات عقابية صارمة لكل من يسيء إلى النظام العام في الملاعب.
في هذا السياق، يبقى على الأندية الرياضية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مسؤولية كبيرة في نشر القيم الرياضية السامية، وتعزيز الحملات التوعوية التي تدعو إلى نبذ العنف وتعزيز ثقافة التشجيع الحضاري.