هل يرتكب ريال مدريد احتيالاً قانونياً مع ماستانتونو؟ تحليل شامل لتسجيل اللاعبين في الليغا
أثارت عمليات تسجيل اللاعبين الجدد في صفوف أندية الدوري الإسباني جدلاً واسعًا خلال الفترة الأخيرة، خاصةً بعد التصريحات الصادرة عن خبير الشؤون الرياضية الشهير ميغيل غالان، الذي كشف عن تفاصيل دقيقة حول قرار برشلونة بعدم تسجيل اللاعب الشاب روني باردغجي مع الفريق الأول، موضحًا المخاطر القانونية والتنظيمية التي قد تواجه النادي الكتالوني.
برشلونة يتجنب الاحتيال القانوني بتسجيل باردغجي
أكد ميغيل غالان أن نادي برشلونة قرر التزام الحذر الشديد في ملف تسجيل اللاعب الشاب روني باردغجي، حيث رفض دمجه مباشرة مع الفريق الأول، على الرغم من النوايا الواضحة من قبل النادي لتطويره ضمن صفوف الكبار. ولفت الخبير الرياضي إلى أن هذا القرار يأتي بهدف تفادي الوقوع في ما يُعرف بـ”الاحتيال القانوني”، وهو مصطلح يُستخدم عندما يُسجل لاعب بطريقة تنتهك روح القوانين، حتى لو لم تكن هناك مخالفة صريحة للنص القانوني.
وقال غالان: “غالبًا ما يُقال: عندما يُسمع صوت النهر، فذلك لأن هناك ماء. تغريدتي حول احتمال وجود احتيال قانوني في تسجيل ماستانتونو كلاعب في الفريق الرديف لم تكن بعيدة عن الواقع”. وتابع: “رابطة الدوري الإسباني (الليغا) اعتبرت بشكل تعسفي أن نية برشلونة هي دمج باردغجي مع الفريق الأول، وبالتالي أوصت بتسجيله بموجب رخصة من نوع (A)، وهو ما يُعدّ خطوة استباقية من قبل الرابطة”.
تباين في المعايير بين برشلونة وريال مدريد
وأثارت قرارات الليغا تساؤلات حول التباين في تطبيق المعايير بين الأندية الكبرى، حيث لاحظ غالان أن نفس التوصية لم تُصدر تجاه نادي ريال مدريد، رغم تشابه الظروف المتعلقة بتسجيل اللاعب ماستانتونو. وأشار إلى تصريحات رئيس الرابطة الذي أكد أن “ريال مدريد أعطى ماستانتونو الرقم 30، رغم أن اللاعب لن يلعب أبدًا مع الفريق الأول حاليًا”.
وأوضح أن الرقم 30 لا يُستخدم عادة في تشكيلات الفريق الأول وفق اللوائح، حيث تتراوح أرقام اللاعبين بين 1 و25، بينما تُخصص الأرقام الأعلى عادة للفريق الرديف أو اللاعبين الشباب. وبالتالي، فإن منح رقم 30 للاعب تم تسجيله في الفريق الأول يُثير شكوكًا حول نوايا النادي الحقيقية.
برشلونة يلتزم باللوائح، وريال مدريد قد يتحايل
في المقابل، يؤكد نادي برشلونة التزامه التام باللوائح التنظيمية للاتحاد الإسباني، مشيرًا إلى أن تسجيل باردغجي مباشرة في الفريق الأول دون المرور بالفريق الرديف قد يُعتبر مغامرة قانونية غير مبررة، خصوصًا أن الليغا على علم بنيّة النادي منحه بطاقة من نوع “A” في المستقبل القريب.
أما في معسكر ريال مدريد، فالوضع يبدو مختلفًا. فقد قرر النادي الأبيض ترك بطاقة شاغرة في الفريق الأول تحسبًا لأي صفقات محتملة خلال الميركاتو، لكن هذه الخطوة قد تُفسر على أنها مناورة تقنية تهدف إلى استغلال الثغرات التنظيمية، وهو ما يُصنفه الخبراء بـ”الاحتيال القانوني”.
ماستانتونو والرقم 30: إشارة على التحايل؟
وأضاف التعقيد تصريحات اللاعب ماستانتونو نفسه، الذي أوضح أن اختياره للرقم 30 جاء لأنه كان يحمله في ناديه السابق. لكن هذا التبرير لم يقنع العديد من المراقبين، الذين يرون أن اختيار رقم خارج النطاق المتعارف عليه (1-25) يُعدّ محاولة للالتفاف على القواعد، خاصةً أن اللاعب مسجل فعليًا في الفريق الرديف، لكنه يرتدي رقمًا يخص الفريق الأول.
ويشير هذا التناقض إلى أن تسجيل ماستانتونو قد يكون مجرد إجراء شكلي لا يعكس واقع مشاركته الفعلية، مما يفتح الباب أمام انتقادات قانونية وتنظيمية جادة.
مخالفة محتملة لريال مدريد وفق المادة 248
بناءً على هذه المعطيات، يحذر الخبراء من أن مشاركة ماستانتونو مع ريال مدريد في المباريات الرسمية، خصوصًا ضد فريق أوساسونا، قد تُعدّ مخالفة لـالمادة 248 من لوائح الاتحاد الإسباني، التي تتعلق بـ”التشكيل غير القانوني” للفريق. وحتى لو لم تتدخل الليغا فورًا، فإن هذه الحالة قد تُستغل من قبل الأندية المنافسة لتقديم شكوى رسمية.
كما يُعتبر التسجيل المزدوج أو التسجيل الظاهري لللاعب في فئة لا ينتمي إليها فعليًا انتهاكًا لروح المادة 125 من اللائحة، التي تُنظم تسجيل اللاعبين وتوزيع البطاقات بين الفئات المختلفة.
توصية بعدم مشاركة اللاعبين المسجلين بالفريق الرديف
في ضوء هذه التطورات، ينصح الخبراء بعدم إشراك أي لاعب مسجل في الفريق الرديف ضمن تشكيلة الفريق الأول، حتى لا يتعرض النادي لعقوبات إدارية أو مالية. ويشددون على أهمية الالتزام بروح القوانين، وليس فقط نصوصها، لضمان نزاهة المنافسة وحماية مستقبل الأندية من مشاكل قانونية طويلة الأمد.
ويُعدّ هذا الملف نموذجًا صارخًا لكيفية تداخل السياسات الإدارية مع الجوانب الرياضية، ويُظهر الحاجة إلى مزيد من الشفافية والاتساق في تطبيق لوائح الليغا على جميع الأندية دون تمييز.
خلاصة: التزام برشلونة وتحفظات على ريال مدريد
في النهاية، يُظهر موقف برشلونة حرصًا كبيرًا على الالتزام باللوائح، حتى لو كان ذلك على حساب تسريع دمج لاعب شاب مثل باردغجي. أما ريال مدريد، فيبدو أنه يستغل الثغرات التنظيمية لتسجيل لاعبين بطريقة قد تُثير جدلاً قانونيًا واسعًا، ما يجعله عرضة للمساءلة في حال تم تطبيق القوانين بشكل صارم.
ويبقى السؤال الأهم: هل ستتحرك الليغا لضبط هذه الممارسات، أم أن التمييز في تطبيق القوانين سيستمر لصالح الأندية الكبرى؟